قال الله سبحانه وتعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءَ فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا} والاجتماع لا بد له من قيادة: “لا اجتماع إلا بإمامة ، ولا إمامة إلا بسمع وطاعة“. فلذلك كان تنصيب الإمام فريضةً في الإسلام لما يترتب عليه من المصالح العظيمة. الناس لا يصلحون بدون إمام يقودهم، وينظر في مصالحهم، ويدفع المضار…
◄ مقتطف من محاضرة الشيخ العلامة صالح الفوزان: الإعلام بكيفية تنصيب الإمام في الإسلام
طرق تنصيب الإمام في الإسلام – الشيخ محمد بازمول
لم يحدد الإسلام طريقًا معينة لتنصيب الإمام لا يصح بدونها تولية ؛ بل أجمعوا على أن كل من تغلب على ناحية أو جهة وحكم فيهم بشرع الله أنه ولي أمر أهل تلك الناحية والجهة، وأن له عليهم السمع والطاعة، ولهم عليه القيام بالجمعة والأعياد، والإعداد للجهاد، وغير ذلك من واجبات الإمام.
والناظر في سيرة الأمة بعد رسول الله يجد أن تنصيب الإمام تم بأكثر من طريقة، وهي التالية:
– الطريقة الأولى: الاجتماع والبيعة ، مثل ما حصل من الصحابة في سقيفة بني سعد لمّا اجتمعوا على تولية أبي بكر الصديق بعد رسول الله.
– الطريقة الثانية: العهد والاستخلاف ، كما حصل لمّا ستخلف أبوبكر الصديق من بعده عمرَ بن الخطاب.
– الطريقة الثالثة: جعل الأمر بين عدة رجال يختار من بينهم ، وجعل أحدهم ينظر فيمن يختاره منهم، كما فعل عمر بن الخطاب لمّا جعل الأمر من بعده في ستة من الصحابة وهم: عبد الرحمن بن عوف ، و عثمان بن عفان ، و علي بن أبي طالب ، و سعد بن أبي وقاص ، و طلحة ، و الزبير”.
– الطريقة الرابعة: ولاية العهد للأبناء ، كما حصل في ولاية بني أمية وولاية بني العباس بدون نكير من أهل العلم.
– الطريقة الخامسة: ولاية العهد للأخ بعد أخيه ، كما حصل في بني العباس بدون نكير من أهل العلم.
فهذه طرق لتنصيب الإمام، تنعقد له بها الولاية !
ولو تغلب رجل بالسيف صحت ولايته ما أقام فيهم شرع الله
قال أحمد بن حنبل (ت241هـ) -رحمه الله-: “والسمع والطاعة للأئمة وأمير المؤمنين البر والفاجر، ومن ولي الخلافة واجتمع الناس عليه ورضوا به، ومن غلبهم بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين“.
و لا يشترط فيه أن يكون إمامًا عامًا لجميع المسلمين في الدنيا
وقال ابن تيمية الحراني (ت728هـ) -رحمه الله-: “والسُّنّة أن يكون للمسلمين إمام واحد والباقون نوّابه، فإذا فُرِضَ أنّ الأمة خرجت عن ذلك لمعصية من بعضها وعجز من الباقين أو غير ذلك فكان لها عدة أئمة لكان يجب على كل إمام أن يقيم الحدود ويستوفي الحقوق”.
◄ المصدر: الموقع الرسمي للشيخ محمد بن عمر بازمول
اقرأ كذلك عن طرق تنصيب الإمام في الإسلام
الكلمة الشهرية: في طـرق تنصيب إمـام المسـلمين وتقرير وجوب الطاعة وبذل النصيحة – لفضيلة الشيخ ابي عبد المعز محمد علي فركوس
Comentarios