نبذة موجزة عن نظم لامية الأفعال
تعد منظومة لامية الأفعال من أهم المنظومات في علم الصرف، وقد كمل بها ابن مالك صاحب الألفية ألفيته (وهنا شرحها للشيخ عبد الرحمن بن عوف كوني)، وذلك بتخصيص مباحث الصرف بهذه المنظومة، وقد ركز فيها على صرف الأفعال. وقد اشتهرت هذه المنظومة، وعني الناس بشرحها والتعليق عليها ومن أهم شروحها شرح ابن الناظم وشرح بحرق اليمني الكبير، وله أيضا شرح صغير عليها، وشرح الصعيدي، وللشناقطة عناية خاصة بهذه المنظومة، ولهم عليها الكثير من الشروح والحواشي والزيادات.
مضمون نظم لامية الأفعال
بَـيَّنَ الأفعالَ ، الأفعالُ : ( فِعلٌ ماضٍ ) ، وهُو يَنقَسِمُ إلَى : مُجـرَّدٍ ومَزيدٍ ، وكذلِكَ أيضًا ( المضارعُ ) مِثلُه ، تَصرِفُه ، وكيفَ يتصرَّفُ ؟ وكَيفَ يأتي ؟ : بِـزِيادةٍ في أوَّلِـهِ : ( نَـأَيْتُ ) ( أَتَـيْتُ ) ، إلَى آخِرِه . ثُمَّ ما يَتعلَّقُ بِهذَينِ ؛ وذلِكَ أساسًا أنَّ أقسامَ الكلِماتِ عِندَ النُّحاةِ أو الصَّرفِـيِّينَ ثلاثةٌ : اسمٌ ، وفِعلٌ ، وحَرفٌ . فَـأمَّا الحرفُ فنَسْتَغْني عنهُ ؛ لأنَّه لا يَـتصَرَّفُ ، (قالَ ابنُ مالِكٍ رحمهُ الله تعالَى في الألفِيَّـةِ ) : ( الرَّجَزُ ) :
حَرفٌ وشِبْـهُه مِنَ الصَّرفِ بَري …. … وما سِـواهُما بِـتَـصريفٍ حَـري
بَقيَ ماذا ؟ : الاسمُ والفِعلُ كذلِكَ أيضًا مِنَ الاسمِ هُـناكَ جانِبٌ وهُو ( الـمَبْـنِـيَّاتُ ) ، فَهـذِه تَخـرُجُ أيضًا لأنَّـه لا حظَّ لَها في التَّصريفَاتِ ، بَقيَ الأسماءُ الَّتي تَـتصرَّفُ من : اسمِ الفاعِلِ واسمِ المفعُولِ وأفعَل التَّفضيلِ وكذلِكَ الصِّفةُ المشَبَّهةُ ، وكذلِكَ أيضًا : اسمُ الزَّمانِ ، اسمُ المكانِ ، المصدَرُ ، اسمُ الآلةِ ، وهذَا مضمُونُ الكِتابِ كلِّه (3) ، وهذَا هُو الَّذي درَسْناهُ في الكِتابَـينِ السَّابِقَينِ ( البِناء ، والعِزِّي ) إمَّا بِالإيجازِ وإمَّا بِالبَسطِ (4) ، فهُو هذَا . ويَتكلَّمُ عنْ هذَا على أسلُوبٍ رُبَّما تَستصْعِبُونَـهُ وتَـقُولُونَ : هذَا بَعيدٌ ، ما نَفهَمُـهُ !! لا ، لا تَقولُوا : ( ما نَفهمُه ) هُو نَفسُ الدَّرسِ الَّذي مَضَى مَعَنا ، ولكِنْ الميزةُ الَّتي امتازَ بِها ما هُو ؟ : أنَّه إلى جانِبِ أنَّه يَذكُرُ الضَّوابِطَ القِياسِيَّـةَ يُريدُ أن يَحصُرَ لنَا الشَّواذَّ الَّتي خَرَجتْ مِن تِلكَ الضَّوابِطِ ، هذَا هُو مَيزةُ هذَا الكِـتاب
Comentarios