top of page

إصلاح الأغلاط الشائعة في اللغة العربية | سلسلة مقالات لعلامة الأدب واللغة علي الجارم


إصلاح الأغلاط الشائعة في اللغة العربية: سلسلة مقالات في غاية الإتقان و الفائدة لعلامة الأدب و اللغة علي الجارم (رحمه الله) – في بيان الأغلاط الشائعة في اللغة العربية ، ضمن كتاب “جارميات” ، جمع الدكتور أحمد علي الجارم.

مقدمة مقالات ” إصلاح الأغلاط الشائعة في اللغة العربية “

لقد نهضت لغة القرآن الكريم – و لله الحمد و المنة – نهوضا مباركا في جميع الآفاق , و أحس أبناؤها نزعة نفسية تدفعهم إلى ربط طريف مجدهم بتليده , و حديث تاريخهم بقديمه , فاتجهوا إلى العربية في أزهى عصورها و أنضر عهودها , يتخيرون أرق ألفاظها و أقوى أساليبها و أروع أخيلتها , فامتلأت كتاباتهم بالطريف النادر , و أشعارهم بالرقيق الساحر , و خطبهم بالجزل الرصين , و من وازن بين حالي اللغة الشريفة في عصر نهضتنا هذه و في العصر السابق عليه عصر السبات و الظلام , رأى الفرق جسيما و البون عظيما , و دهش كيف أن ابنة عدنان استطاعت في هذه الفترة القصيرة من أعمار الأمم و أدهار التاريخ أن تخطو هذه الخطوات الواسعة , و أنها تبقى كامنة خادرة حتى إذا وجدت السبيل أمامها مذللة , و الطريق معبدة , وثبت وقبة تطوى لها الأرض , و تطأطئ لها الجبال , و إن نظرة في تاريخ الفصحى تدل على أنها تنقبض في صدفها و لا تموت , و تنصل في ألواحها و لا تمحى {إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون} فقد أصابت العربية أحداث , و مستها قروح كان أقلها كافيا لهدم أقوى اللغات ركنا و أمنعها حصنا من غارات للأعجمية ذهبت بالرطب و اليابس و جولات للشعوبية كادت تقضي على الشرف الخالد و المجد التالد.

و مع هذا أيها السادة بقيت اللغة العربية تنظر إلى الأحداث شزراً , و تسخر من الخطوب , فقام رجال في هذا العصر في كلا بلاد العربية بنصرتها و شد أزرها و الإشادة بمجدها.

لهذا أيها السادة تروننا لا نألوا جهدا في تطهيرها من أدران اللحن , تنقيتها من فاسد الأساليب , لأن الشعور بالنقص أول مراتب الكمال , و لأن أبا الطيب يقول :

و لم أر في عيوب الناس شيئا *** كنقص القادرين على الكمال

و لو أنّ كلّ أديب نبّه إلى خطأ فأصلحه , أو فساد تعبير فتجنبه , لطهرت اللغة من شوائب النقص في زمن قصير , و إلى الشباب ندائي , و إلى أبناء العربية رجائي أن يكون لهذه المحاضرات أثرها النافع إن شاء الله تعالى.

مقتطفات من سلسلة ” إصلاح الأغلاط الشائعة في اللغة العربية “

• يخطئ كثير من الشادين في الكتابة فيستعملون فعلا لا وجود له في العربية و هو ((تضامن)) فيقولون مثلا: يجب أن نتضامن في هذا الأمر و هذا المشروع يحتاج إلى التضامن , يريدون أنّه يحتاج إلى بذل الجهد المشترك مع ثقة كل شخص بأخيه. و من العجيب أن هذا الفعل المصنوع الزائف انتشر على ألسنة المثقفين انتشارا عظيما. وخير فعل يحلّ مكانه و يؤدي معناه الفعل ((تواثق)) و مصدره التواثق…

• و من الغلط أنهم يجمعون الأبله على بلهاء , و هذا من أعجب العجب , لأن أَفْعَل الذي مؤنثه فَعلاء , كأبله و بلهاء لا يجمع جمع تكسير إلا على : فُعْل , أما بلهاء فإذا صحّ فإنّه يوجب أن يكون في اللغة : بليه و باله , و ليس لهما وجود فيها , فالصواب أن يجمع الأبله على بله , كما يجمع الأحمق على الحمق , و الأعرج على العرج.

• و من الغلط الفاشي قولهم : تحسنت الصناعة عن ذي قبل , و زيادة (( ذي )) قبل الكلمة ((قبل)) غلط لأنه لا معنى له و لأن العرب لم تستعمل هذا التركيب , و لم تجىء كلمة قبل في لغتها مسبوقة بذي, و إنما تقول في التركيب السابق : تحسنت الصناعة عما كانت عليه من قبل.

• و يقولون : هذا الشيء يجلب الشهية للطعام , أو : يذهب بالشهية . و كلمة الشهية بهذا المعنى غلط هنا لا ندري من أين جاءت , و إنما الشهية : مؤنث الشهى , و الشهى : الشيء المشتهى و اللذيذ , و لا شك أن الكلام لا يستقيم البتة حين نقول : هذا الشيء يجلب الشهية للطعام , إذ يكون معناه هذا الشيء يجب اللذيذة للطعام و هذا هراء , فالصواب أن يقال : هذا الشيء شه للطعام أو يشهي الطعام أي يجمل على اشتهائه.

قراءة وتحميل سلسلة ” إصلاح الأغلاط الشائعة في اللغة العربية “

طالع سلسلة مقالات العلامة علي الجارام ” إصلاح الأغلاط الشائعة في اللغة العربية ” وحمل كتاب ” جارميات ؛ بحوث ومقالات الشاعر والأديب اللغوي علي الجارم ” مصورا (PDF) على منتديات الإمام الآجري: سلسلة مقالات: ” إصلاح الأغلاط الشائعة في اللغة العربية ” لعلاّمة الأدب و اللغة علي الجارم

[gview file=”http://ajurry.com/home/wp-content/uploads/2013/09/إصلاح-الأغلاط-الشائعة-في-اللغة-العربية-علي-الجارم.pdf”]

0 views0 comments

Comments


bottom of page